رمل المـــاية

الأحد، ١٢ صفر ١٤٣٢ هـ

tilidom file storage

شَمْسُ العَشِي قَدْ غَرَّبَتْ وَاسْتَعْبَرَتْ عَيْنِي مِنَ الفُرْقَا

عَلَى الشَّفَقْ سَطَّرَتْ حِينَ غُيِّبَتْ زَادَ العَشِيقْ شوقا

حَتَّى الطُّيُورْ قَدْ غَرَّدَتْ وَتَرَنَّمَتْ تَرْثِي عَلَى الوَرْقَا

جَاوَبْتُهَا بِالإشْتِهَارْ قِفْ نَعْتَبَرْ بِاللَّهِ عَلَيْكِ مَهْلا

قَالَ الـمَلِيحْ زَيْنُ الصِّغَار فُزْ بِالنَّظَرْ كُبَّ الـمُدَامْ وامْلا

*****

يَا شَمْسَ العَشِيَّا أمْهِلْ لا تَغِبْ بِالَّلهِ رِفْقَا

هَيَّجْتِ مَا بِيَا حَتَّى زِدْتَنِي فِي القَلْبِ شَوْقَا

تَرَّفَقْ عَلَيَّا إنِّي فِي الـمَلِيحْ قَدْ زِدْتُ عِشْقَا

فِي الوَادِي الـمُذَهَّبْ وَوَجْهُ الـملِيح مِثل الثُّرَيَّا

وَالسَّاقِي مُؤدَّبْ يَسْقِي بِالأوَانِي البُنْدُقِيَّا

*****

صَفِّفُوا القِطْعَا وَزِيدُوا نَغْنَمُ هَذَا العَشِيَّا

كُلُّنَا كَسُوا فِي يَدُو يَغْتَنِمْ سَاعَة هَنِيَّا

وَالمَلِيحْ قَلْبِي يُرِيدُوا يَنْشَرِحْ بَيْنَ يَدِيَّا

وَالقطِيعْ بَيْنِي وَبَيْنُوا وَالعِيدَانْ تَصْنَعْ تَوَاشِي

قَرِّبـُوا حِبِّي إلَيَّ واعْطِفُوا عَطْفَ الحَوَاشِي

*****

أنَا كُلِّ مِلْكٌ لَكُمْ سَادَتِي أنْتُمُ لِمَنْ؟

أنَا عَبْدٌ اشْتَرَيْتُمُوهُ رَخِيصًا بِلا ثَمَنْ

أبْرِزُوا وَجْهَكُمْ جَمِيل ثُمَّ نَادُوا مَنِ افْتَتَنْ

حِينَ أرَادُوا فِتْنَتَيَّ قَرَّبُوا ذَاكَ الحَسَنْ

*****

حِبِّي مَعِي فِي دَارِي قَرِيبْ مَا هُوَ بَعِيدْ

وَاسْتَعْلَى فِي مَنَارِي وَقَالْ لِي مَا تُرِيدْ

قُلْتُ الرِّضَى يَا بَارِي عَسَى أمُوتْ شَهِيدْ

قَالْ لِي سَبَقْ ضَمَانِي مِنْ قَبْلِ ذَا الزَّمَنْ

مَا تَنْطِقُ الأوَانِي إلا بِمَا سَكَنْ

*****

وَنادَيْتُ لَـمَّا أنْ تَبَدَّى جَمَالُهَا لَعَمْرُكَ يَا جَمَالُ قَلْبِي قَاطِعُ

فَسِيرُوا عَلَى سَيْرِي لأنِّي ضَعِيفُكُمْ وَرَاحِلَتِي بَيْنَ الرَّوَاحِل ضَائِعُ

*****

أيَا مُنَادِي بِالحِمَى هَيَّجْتُمُ هُيَامَا وَزَادَنِي هَوَاكُم وَجْدًا وَإسْقَامَا

أنْتُمْ سُرُورِي فِي الهَوَى وَجُلُّ سَلْوَانِي زَادَكُمُ اللّه الكَرِيمُ عِزًّا وَإكْرَامَا

*****

يَا أمْلَحَ النَّاسْ يَا مَنْ سَبَى عَقْلِي

يَا قَضِيبَ الْيَاسْ يَا نَسْمَةَ الخَيْلِي

أوْرَتْنِي الوَسْوَاسْ مِنْ خَدِّكَ العَسْلِي

سَلْتَكْ بِرَبِّي لا تَطْرُدِ اللَّهْفَانْ

تَائبْ يَا حِبِّي شَايَنْ مَضَى لا كَانْ

*****

شَمْس العَشِيَّا رَوْنَقَتْ جَمْعَ الكَتَائِبْ وَالبِطَاحْ

عَلَى الغُصُونِ أشْرَقَتْ وَزُيِّنَتْ بِهَا اللِّقَاح

وَبِالغَلَسِ بَشَّرَتْ آهٍ عَلَى قَلْبِي الجِرَاحْ

تَوَشَّحَتْ بِالاصْفِرَارْ حِينْ غٌيِّبَتْ عَنْ مُقْلَتِي

وَمَنْ هَوِيتْ ظَبْيُ النِّفَارْ عَوِّلْ يَا صَاحْ عَنْ فُرْقَتِي