ابـــــــطايحي الماية

الأحد، ١ ربيع الأول ١٤٢٩ هـ

مقدمة:

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، بداية أود شكركم جزيل الشكر على هذه الزيارة و التي تكررت كثيرا في الآونة الأخيرة رغبة في سوف يكرس هذا القادم الجديد، بدون أي إطالة و من الآخر : الموقع لنشر عدد لا بأس به من قصائد الطرب الأندلسي. فكرة الموقع راودتني حين قمت ذات مرة بعملية بحث عن كلمات قصيدة أندلسية لأفاجأ بعد ذلك بخلو الشبكة من ذلك، تساءلت : لماذا لا يكون هناك موقع مخصص للقصيدة الأندلسية؟؟؟!!! سيما أن بعض عشاق هذا الطرب يعانون من صعوبة في فهم الكلمات نظرا لاختلاطها بالموسيقى أو لكون كلماتها لم تعد تستعمل في أيامنا هاته.

اخترت كأول قصيدة موضوعة مقتطفا من ميزان ابطايحي الماية، و هي تشتهر باسم قصيدة الليل، من أجمل ما سمعت، لها معزة كبيرة في قلبي الصغير، كانت السبب الحقيقي لعشقي لموسيقى الأندلس، في بداية الأمر كنت أعتقد أنها مجرد : هالالا لالا و طال طالال، غير أني و بمساعدة أبي اكتشفت أنها قصيدة عربية بسيطة، تحمل بين طياتها أشعارا جميلة في الغزل و الإعجاب. سمي هذا الميزان الموسيقي بالماية تيمنا بمنشئه و هو أمية بن المنتقد، و يقال أن صانعه امرأة تدعى ماية لذلك سمي باسمها. يغلب على طبع الماية من الأزمنة الغروب، لذلك ترى أن الشعر المنسوج فيها يدور حول هذه الفترة، الفيديو المقترح من انشاد عبد الفتاح بنيس، أحد رواد الموسيقى الأندلسية بالمغرب، فرجة طيبة و إلى اللقاء في قصيدة أخرى.

-سلام-

أنظر إلى البســـتان

ما بين ثوب أخضر

و الشمس كالعقيان

بهجة للمـــنــظـر

إغنم منى النفس

عشية يوم عجيب

مع شادن الأنس

بين المحب و الحبيب

أنطر إلى الشمس

كيف عولت على المغيب

شمس على الأغصان

فــي ثوبـــــها المزعـــفــر

تصفر و تلـــــــــــــــون

كــــالـــتبر أو الجــــوهـــــر

يا نقلة من تفاح في البسـتان

الورد حــين يفتـــح، و يزيــــن

أمزج كـؤوس الراح، كالعقـــيان

و عـــمر الأقــــداح، للندمـــان

إشرب و طب و افرح يا إنسـان

بها تطيب الأرواح في الأبــدان

يــا أيهـــا الســاقـــي أدرهــــا

من خمرك الباقي ، أمزجهــــا

تجد جميع الأزهـــار، محتفــلة

و اقطف جميع الأنوار بالجمـلة

البستــان نزيــــه مــــزوق

أين عـــاشقا يصبــــر

مسكين من يكون يعشـق

ما يـلو في الأنام يعذر

نحلف لـــك أنا يا عشـــاق

ما نهوى مــــلول غدار

لــكن آش بـــيدي نعمــــل

نحلـــف لــو و ندمـــم

قـــد شــــممتني زهــــرك

و هو زهـــر لا يشـــم

إذا نذكر العهد القديم، مع النديم، تشعل جمار بين الضــــلوع

إذا يقبل الليل البهيم، نبقى مهيم، تجري على خدي الدموع

لو كان الذي نهوى فهيم ، يكون رحيم، يبرى ما بيا من الولوع

نصبر صبر الكرام على حر الغرام

عطشان اتخذ عقلي رهين، و الما زلال، ما يبري دائي إلا الوصال

فـــــــي كل الغروب، و كل العشــية

لـــــوعتي تظهر، و حالـــــي يشتهر

نفنى و نــذوب، و يــــــظهر علــــــيا

و نــــــــا نـــــهيم أكثر ، و لا نعــــذر

ماهي إلا القلوب، آش لي من جنيا

من يطيق يصبر، على شمس تصفر

افـــن يــــــا شـــمــــــس إفـــــــــن

رقــــــــي و زيــــــدي معنـــــــــــــى

اخرج بكرا و عجل، تجد ورق الجنان

الجنان مرشوش، مفضض و مذهب

يالها عشية، صفرا و مذهبيا، تهيج ما بيا، نار اشتيــــاق

في جلسة بهيا، و رتبة عليا، نسمة ذكيا، و أنفس رقاق

بالله يا عشيا، لا تعجل عليا، نمزج الحميا، عند التــــلاق

بيننا يدور كأس المدام

ما ثم عتاب و لا ملام